هذه القصيدة كتبت أثناء الغزو الأمريكي الهمجي لبغداد عام 2003
 
أخي في بيونغ يانغ
بمزيدِ الحزنِ والألمْ
سقطتْ هنا
كلُّ القممْ
عذراً لأخباري البائتهْ
ليسَ ذا فحوى الرسالهْ.

****

أخي في بيونغ يانغ
على الرمادِ والجثثْ
يزحفونَ اليكَ منْ بغدادْ
داميةً تلعقُ الجراحْ
قلوبُهم مجرمةٌ خائفهْ
يحملونَ النمطيَّ
واللانمطيْ
ملفعاً بأخلاقِهم الزائفهْ
إحذرْ وجوهَهم
عبرَ فضائيّاتنا …
في المساءْ  …
مجّدتْ بغدادَ الطهارهْ
في الصباحْ
ترنّمَتْ على فضِّ البكارهْ
****

أخي في بيونغ يانغ
دمُكَ الآنَ مهدورٌ
ألسنتُنا كلُّها عليكْ
صباحيّاتُنا
مسائيّاتُنا
فضائيّاتُنا
كلُّها عليكْ
ونكذبُ
قلوبُنا طبعاً معكْ

****

أخي في بيونغ يانغ
لا تحسنِ الظنَّ بِنا
لا تُسِئْ فينا الظنونْ
لسْنَا معكْ
لسْنَا عليكْ
لسْنَا معنا
لسْنَا علينا
نحنُ
ما أرادوا أن نكونْ

****

أخي في بيونغ يانغ
سقطتْ كلُّ القممْ
غنمْ… غنمْ
لا حزمَ
لا عزمَ
لا هِمَمْ
غنمْ … غنمْ
القمةُ
والجامعةُ
والمؤتمرْ  …
وهيئة الأممْ
غنمْ… غنمْ
وعدمُ الإنحيازِ في انحيازْ
إلى راعي الذممْ !!
راعي البقرْ
هل يرحمُ الأغنامَ
راعي البقرْ ؟!

****

أخي في بيونغ يانغ
أنتَ القمةُ الباقيهْ
لا … لا
لا تنشرِ الدمارْ
شاملاً أو غيرَ شاملْ
ولكنْ
لا توانَ في الديارْ
بالحقِّ
عن ردٍّ مماثلْ 

By د. محمد هيبي

أستاذ اللغة العربية، كاتب وناقد أدبي. ولد في 5/3/1952 في قرية كابول، في الجليل الغربي، القريبة من "ميعار" المهجرة، مسقط رأس والده الشاعر الشعبي الفلسطيني، أحمد محمد هيبي (المعروف بالكشّوع أو أبو عصام الميعاري). هُدِمت ميعار وشُرّد أهلها في النكبة الفلسطينية عام 1948.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *