(هذه المداخلة قُدّمت يوم الخميس 7/4/2016، في أمسية أقيمت في نادي حيفا الثقافي، لإشهار كتاب “مرآة وصور”، مجموعة من القصص القصيرة جدا، للكاتبة أنصار وتد)
يرى بعض الباحثين والنقّاد أنّ المستقبل للقصة الومضة، أو القصيرة جدا، وبعضهم يراها فعلا، قد أصبحت فنّ العصر. ظهرت في الأدب العربي منذ سبعينات القرن الماضي. وفي العقدين الأخيرين بشكل خاص، أخذت تنتشر بسرعة بين الكتّاب والقراء، على ما يبدو، لأنّها نتاج قلق الإنسان واغترابه في عصر السرعة والوتيرة السريعة للتقدّم التكنولوجي، حيث فقد الإنسان استقراره وهدوءه النفسي، واغترب عن ذاته ومجتمعه. وفقد كذلك الوقت، فلم يعد قادرا على قراءة الأعمال السردية الطويلة، فانقلب إلى الأعمال التي تعكس وتيرة حياته السريعة المتقلّبة، والتي تُعبّر عن معاناته بالأسلوب نفسه.
يرى النقّاد والباحثون، أنّ القصة القصيرة جدا، فنّ صعب، أصعب من القصة القصيرة التي عرفناها حتى الآن. فهي فنّ ذو حساسية عالية جدا: أولا، تجاه ما يدور داخل النفس البشرية وخارجها، وثانيا، تجاه اللغة. فالكاتب إلى جانب ملكة اللغة، يحتاج إلى حساسية خاصة، بمكنونات مفرداتها وتراكيبها، وإلى القدرة على التركيز والتكثيف واختيار الألفاظ والعبارات، في قصة لا تتعدّى بضعة أسطر، أو بضع كلمات أحيانا. والكاتب يجب أن يُراعي فيها أربعة مقوّمات ضرورية جدا: التكثيف والتركيز، الإيحاء، المفارقة والنهاية المدهشة.
عجز النقّاد والباحثون حتى الآن عن إيجاد تعريف جامع مانع للرواية أو القصة القصيرة. الكاتب والناقد المصري يوسف الشاروني يرى أنّ الرواية تشبه النهر، بينما القصة القصيرة هي دوامة واحدة على سطح النهر. إذن ماذا تكون القصة القصيرة جدا؟ هل هي نقطة في الدوامة؟! سيمرّ زمن طويل من الكتابة والبحث والدراسة، حتى نصل إلى تعريف جامع مانع للقصة الومضة أو القصة القصيرة جدا، وقد لا يكون ذلك ممكنا.
يقول الأستاذ إبراهيم طه: تتميّز القصة القصيرة جدا، بالغياب والنقص. يُفهم من ذلك، أنّ القصة القصيرة تعتمد على الحضور. والحضور هنا، هو حضور المادّة المكتوبة والمقروءة، أو امتلاء النصّ وإشباعه بالتفاصيل الصغيرة. كاتب القصة القصيرة جدا، يكتب القليل ويقصد الكثير، لأنّه يعتمد على القارئ في فهم الكثير الذي لم يكتبه، من بين سطور القليل الذي كتبه. النصّ الكبير الغائب أو المضمر، يستشفّه القارئ من النصّ الصغير الحاضر بعدد قليل من الكلمات والعبارات شديدة التركيز والتكثيف، مليئة بالرموز التي قد لا يستطيع كل القارئ أن يفكّ غموضها.
القصة القصيرة جدا، كأيّ فنّ سردي آخر، تقوم هي أيضا، على خمسة عناصر أساسية لا قيام للنص السردي الفنّي بدون أحدها. وهي الزمان والمكان والشخصية والحدث والراوي. الحدث هو تزاوج بين الفعل والشخصية، يتمّ في بيئة بزمانها ومكانها. والراوي، سواء ظهر في النص أو لم يظهر، هو تقنية أو شخصية يخلقها الكاتب لتروي لنا الأحداث. بدونه لن تصل إلينا الحكاية. المعنى والصراع والحبكة كلّها عناصر مهمّة في النصّ، ولكنّهما ليست أساسية، إنّما هي نتاج تفاعل العناصر الأساسية فيما بينها من علاقات. وخاصة العلاقات بين الشخصية المركزية والعناصر الأساسية الأخرى. هذه العناصر موجودة في القصة القصيرة جدا، حتى لو كانت من بضع كلمات؟ وأكثر من ذلك، فلكل قصة مهما كان قصيرة، بداية ونهاية. والنهاية كما ذكرت، يجب أن تكون مدهشة.
أقصر نصّ وجده الأستاذ إبراهيم طه في بحثه حول القصة العربية القصيرة جدا، هو نصّ لكاتب سوري اسمه نبيل جديد. طول النصّ بطول عنوانه، كلمتان.
العنوان: حياة مواطن.            النصّ: حاضر سيّدي.
هذه قصة، تجتمع كل العناصر المذكورة سابقا. ولكن لن نراها في النصّ المكتوب. وهنا تأتي المهمة الشّاقّة الملقاة على عاتق القارئ، استحضار الغائب وسدّ النقص، أو ملء الفجوات، ليضمن القارئ فهم وتأويل ما أضمره الكاتب أو أخفاه بواسطة حذف اللغة أو اختزالها أو تركيزها وتكثيفها.
لتأويل النص المذكور، يُمكن أن نقول: قد يكون الراوي هو الكاتب نفسه، أو أي شخص آخر، خلقه الكاتب، وجعله يختبئ في زاوية ما تُشرف على فضاء النصّ، أي فضاء العالم العربي، أو دولة من دوله. قد تكون سوريا لأنّ الكاتب سوريّ. من تلك الزاوية، يطلّ الراوي على الأوضاع الاجتماعية والسياسية، ومعاناة الإنسان العربي منها. ويختزلها لنا في كلمتين. إذن الشخصية المركزية هي الإنسان العربي في البيئة العربية.
المعنى في عبارة “حاضر سيّدي” واضح. ولكنّ تأويل الحدث أو المعنى، هو ما يسعى إليه القارئ. وأنا أرى أنّ الحدث يُحيل إلى فعل الانكسار والرضوخ الذي يعيشه الإنسان العربي. والنصّ نفسه، “حاضر سيّدي”، هو البداية والنهاية. فهو من جهة يُحيل إلى بداية فعل الانكسار والرضوخ، في الزمن الراهن أو منذ قرون. يعني منذ وجدنا ونحن كذلك. ويُحيل النصّ أيضا إلى النهاية المدهشة، وإدهاشها يكمن في أنّها لا تختلف عن البداية، فهي توحي باستمرارية الانكسار والرضوخ حتى اللحظة الراهنة. ولكن، هذه محاولتي أنا في التأويل، ولكل واحد منكم، أن يُقلّب النصّ في عقله، ويرى الحدث من زاويته الخاصة، ويُؤوّله كما يشاء.
وإذا أردنا أن نتوسّع قليلا في فهم هذا النصّ وقراءة الرسائل التي يُمكن أن نستشفّها منه، يُمكن القول أنّ الرسائل كثيرة ولا يمكن تحديدها. ولكن، هناك رسالتان أراهما أقرب من غيرهما:
الأولى، هي نقد عميق من الكاتب ونصّه، يوجّهه للإنسان، أو للشعب أو الأمّة، الذين يستمرئون عبوديتهم فلا ينتفضون ضدّها، أو الذين اعتادوا عبوديتها، فسكنهم خوف طاغٍ من الضياع في الحرية. وفي هذه الرسالة تنبُّؤ واضح بما آلت إليه حالة الأمّة العربية في الربيع العربي وبعده. لقد تجذّرت فينا العبودية، لدرجة أننا لم نعد قادرين على العيش بدونها.
أمّا الرسالة الثانية، فهي الاستفزاز. يستفزّ الكاتب الإنسان العربي ليقوم بثورة ناجحة ضدّ عبوديته، أو أن تستمرّ ثورته إلى أن ينجح. لأنّ العبودية لا تنتهي بغير ثورة ناجحة. الفشل في الصراع بين الحرية والعبودية لا يُبقينا عبيدا فقط، بل يُرسّخ فينا عبوديتنا ويُرسّخنا فيها. والربيع العربي خير مثال على هذا الفشل. هل انتهت عبوديتنا؟ هل غيّر الربيع العربي فينا شيئا ولو صغيرا؟ ربما! ولكن على الأقلّ في الوقت الراهن، لم يُغيّر نزعتنا إلى الحرية، بقدر ما رسّخ العبودية فينا، لأنّ الثورة الصادقة ضد العبودية، لا تعرف الفشل، فإمّا النجاح وإمّا الاستمرار إلى أن يتحقّق.
القارئ استنادا إلى آراء المفكّرين والنقّاد، يملك حيزا كافيا للتأويل والفهم. المفكّر والناقد الأمريكي، إريك دونالد هيرش، يؤكد على دور الكاتب نفسه. سيرة الكاتب والبيئة التي ولد فيها النصّ، لهما أهمية قصوى في جمع المعلومات التي قد تُساعد على استكمال الصورة المتشظية للحبكة، وهذا يُساعد القارئ على التأويل والفهم.
بينما المفكّران والناقدان: الألماني وولف إيزر والفرنسي رولان بارت، فيُؤكّدان على دور القارئ. يجب أن يعتمد على مصادره الخاصة، وعلى خبرته كقارئ وكإنسان.
الغياب في النصّ، يجعل مهمّة القارئ صعبة، ولكن أكثر فائدة، لأنّ النقص يخلق لدى القارئ أسئلة مهمّة: ماذا، متى، أين، مَن ولماذا؟ طرح هذه الأسئلة يدفع للقارئ إلى البحث وكشف العناصر الأساسية والعلاقات بينها. وهكذا يبدأ بتشكيل الحبكة في ذهنه، بعناصرها الحاضرة والغائبة.
أنا لم أتشرّف بمعرفة أنصار وتد من قبل. بعد أن طُلِب منّي الحديث في هذه الأمسية، بحثت عنها في الشبكة فوجدت أنّها كاتبة وباحثة في اللغة العربيّة والأدب الإنكليزيّ، نشِطة في كتابة المقالات الاجتماعيّة الناقدة، والقصص القصيرة جدًا. قرأت بعض مقالاتها فتنوّرت قليلا، ولكنّي لم أجد شيئا آخر من سيرتها، أعتمده في فهم قصصها. فقرّرت أن أعتمد تجربتي كقارئ وخبرتي المتواضعة كناقد.
أنصار وتد، في نشرها لمجموعتها الأولى، “مرآة وصور”، تبدو كاتبة جريئة، بغضّ النظر عن مدى نجاحها، فقد ركبت مركبا صعبا يمخر عباب بحر متلاطم الأمواج عندما حاولت في ومضاتها، أو قصصها القصيرة جدا، أن تُبدع الألم الذي تعيشه، ويعيشه مجتمعها وتعايشه هي.
من خلال قراءاتي لقصص أنصار وغيرها من كتّاب القصة القصيرة جدا، لاحظت أنّ المشكلة التي يُعاني منها كتّابنا في هذا المجال، هي مشكلة المبنى وليس المضمون. فقد نجحوا في المضامين أكثر. ولم يهتمّوا بالمبني الاهتمام المطلوب، كعامل يُثري جمالية النصّ ويُساعد على فهم المضمون.
من حيث المضمون، يمكننا القول أنّ أنصار في معظم ومضاتها، قد نجحت بجذب القارئ إلى مواضيع تهمّه كما تهمّها هي، متحتها من صميم الواقع. وأثارت فيها قضايا وحالات إنسانية: اجتماعية وتربوية غالبا، تعكس معاناة المجتمع كلّه، أو معاناة المرأة في المجتمع. وقد رأت انزياح تلك الحالات عن مسارها الطبيعي، ولذلك، ثارت عليها، انتقدتها وعرضتها في مجموعتها، مطالبة بإعادتها إلى مسارها الصحيح.
أما من حيث الشكل، فقد نجحت بإدهاشنا في بعض ومضاتها، واخفقت في بعضها الآخر، إذ لا تعني قلّة الكلمات دائما، أنّ القصة أصبحت ومضة، والكلمات القليلة في النصّ، تبدو أحيانا في عين الناقد كثيرة جدا، لأنّ الكاتب ينزلق أحيانا إلى الوصف والسرد. فرغم قِصَر العبارات، يكون بعضها أحيانا زائدا عن الحاجة، ووجودها يُقلّل من جمالية القصة، ويُفسد على القارئ فرصة الاستمتاع بالبحث عن النصّ الغائب، وملء النقص والفجوات للوصول إلى دلالات النصّ. وتلك الكلمات أو العبارات الزائدة، قد تُفقد النهاية دهشتها.
سأكتفي بنموذجين من نصوص أنصار، أتتبّع فيهما بعض وجوه نجاحها وإخفاقها.
الأول بعنوان “حبّ!” (ص 3)، تقول فيه: “في الرابع عشر من شباط، قدّم لها بيديه وردة حمراء … حلّق قلبها مع الهدية، ونسج قصة حبّ في الخيال … بعد ساعات … أعادتها إلى الواقع “صفعات” جارحة طالما اعتادت عليها من اليدين ذاتهما!”. (32 كلمة).
في هذه القصة انزياح في الحدث، مزدوج وجميل. الأول هو انزياح الزوج المفاجئ عن عادته، من الإهانة إلى الحبّ والاحترام. والثاني هو انزياح الرجل أو المجتمع الذكوري عن المسار الصحيح، أو عمّا يجب أن يكون، أي عن احترام المرأة والتعبير عنه، ليس بالضرورة في عيد الحبّ، وإنّما في الحياة عامة. الكاتبة قدّمت الانزياح المطلوب وأخّرت المرفوض، ما يعني أنّها تريد للرجل في مجتمعنا، أن ينتقل من المرفوض إلى المطلوب. أي من إهانة المرأة وقهرها، إلى حبّها واحترامها.
وظّفت الكاتبة لفظة “صفعات” بشكل جيد. آخذت صيغة الجمع من صفعة، ووضعتها بين مزدوجين، أولا لتبيّن للقارئ كثرة الصفعات التي تتلقاها المرأة في مجتمعنا الذكوري المتخلّف. وثانيا لتُبيّن لنا أنّ “الصفعات” هنا تحمل دلالات كثيرة. فرغم ذكر الكاتبة لليدين اللتين تصفعان، الصفعات ليست بالضرورة صفعات باليدين، وإنّما يُمكن أن تكون بكل ما فيه إهانة للمرأة. وهذا أيضا يعطينا فرصة أخرى للتأويل والتفكير بأنّ كلمة “اليدين”، هي أيضا، تحمل دلالات عديدة قد تكون كثيرة ومتنوّعة بتنوّع الوسائل التي يُهين بها الرجل المرأة.
وقد اعتمدت الكاتبة أسلوبا مهمّا في القصة القصيرة جدا، هو أسلوب المفارقة، الذي ساعدنا في فهم الانزياحات المذكورة، فقد جاء الحدث الأول، تقديم الوردة، بشكل غير متوقّع، فهو غير مألوف، فاجأها وفاجأنا، جاء على حساب الحدث الثاني، الصفع، وهو المألوف الذي تريده الكاتبة أن يكون عارضا وليس مألوفا. والمفارقة تبدو واضحة أيضا، بين بداية القصة ونهايتها، بين تقديم الوردة والعودة السريعة إلى الواقع بواسطة الصفعات.
في هذه القصة، تنتقد الكاتبة المجتمع الذكوري المتخلّف. ترفض صورته القائمة، وتحاول أن ترسم له الصورة التي تريدها له. ولكنّها تنتقد المرأة أيضا. فما معني أن … “يحلّق قلبها مع الهدية، وتنسج قصة حبّ في الخيال”، ما دامت قد اعتادت، أو عوّدها الرجل على الصفعات؟ هل هي طيبة القلب، أم النزعة الطفولية والفرح باللعبة بعد العقاب والإهانة؟ أم هو الجهل والغباء؟ أم هو القهر والاستسلام للواقع؟ وكلها حالات مرفوضة تريد الكاتبة أن تُحرّر بنات جنسها منها.
هذه إحدى قصص أنصار الموفّقة شكلا ومضمونا. ولكن مع ذلك، أنظروا كيف ينزلق الكاتب أحيانا إلى السرد أو الوصف. ما الحاجة بكلمة “جارحة” كصفة للصفعات؟ هل يحتاجها القارئ بعد ما حدث، لكي يفهم أن الصفعات جارحة ومهينة؟ ومع ذلك فالهفوة هنا بسيطة لا تحطّ كثيرا من قيمة النصّ وجماليته.
قصة أخرى بعنوان “أولويات” (ص 11)، تقول:
“قال لها ابنها باكيا: أمّي، طلبت منك مرارا كتاب لغة عربية … ستطردني المعلمة هذه المرّة إن لم أحلّ الوظيفة!
قالت له غاضبة: قلت لك لا نستطيع شراء كتاب هذا الشهر … فبعد أسبوع عرس صديقتي … أخبرتك أنّي أوفّر المال لشراء فستان مميّز تتحدّث عنه الأخريات. (47 كلمة).
من حيث المضمون، تُثير القصة قضية تربوية بالغة الأهميّة، نُعاني منها كثيرا، متحتها من صميم واقعنا، وهي الاهتمام بالمظاهر الخارجية المزيّفة على حساب الاهتمام بأولادنا وتربيتهم وتعليمهم ومعرفتهم بلغتنا. وقد أوقعت الكاتبة وبحقّ، المسؤولية على عاتق الأب والابن أيضا، وليس على عاتق المرأة فقط، حين قالت: “لا نستطيع شراء كتاب هذا الشهر”. ما يعني أنّ الزوج مغيّب عن التربية، سواء بفعل مشاغله، أو بفعل خضوعه لرغبات زوجته. والطفل يجب أن يكون “واعيا”، ويعرف أنّ رغبات أمّه أهمّ من تربيته وتعليمه.
ولكن من حيث الشكل، تساءلت أوّلا: لماذا نكّرت الكاتب اللغة العربية؟ هل قصدت ذلك، أم تداعى ذلك من اللاوعي؟ لأنّ تنكير اللغة العربية هنا، فيه نوع من الإهانة لها. وسواء قصد الكاتبة أو لم تقصد، فقد أحالتنا إلى المكانة المتدنية للغتنا، ليس لدى الآخرين، وإنّما لدينا، في بيوتنا ومؤسساتنا.
صحيح أنّ القصة تنتهي نهاية جميلة، لكنها في رأيي، فقدت إدهاشها حين أضافت الكاتبة عبارة “أخبرتك أنّي أوفّر المال”، وأضافت صفة “مميّز” للفستان. كانت النهاية ستكون مقنعة ومدهشة أكثر بكثير لو أضمرت الكاتبة تفاخر الأمّ ولم تذكر غضبها، وقالت: “بعد أسبوع عرس صديقتي … سأشتري فستانا تتحدّث عنه الأخريات! ألا يظهر في هذه العبارة تميّز الفستان؟ ألا تُحيلنا إلى تميّز الأمّ، وهو بلا شكّ تميّز مقيت؟!
النصّ الواحد، مهما كان قصيرا، يحتاج إلى ساعات وساعات، وعشرات الصفحات لاستكمال الحديث عنه، وهذه العجالة لا تسمح. لذلك أختم بالقول: مبروك لأنصار وللقرّاء إصدارها الأول الذي أراه يُبشر بموهبة واعدة. وأنا على ثقة أنّ إصدارات أخرى ستتبعه قريبا، ستلعب فيها الخبرة دورها المأمول.
 
 

By د. محمد هيبي

أستاذ اللغة العربية، كاتب وناقد أدبي. ولد في 5/3/1952 في قرية كابول، في الجليل الغربي، القريبة من "ميعار" المهجرة، مسقط رأس والده الشاعر الشعبي الفلسطيني، أحمد محمد هيبي (المعروف بالكشّوع أو أبو عصام الميعاري). هُدِمت ميعار وشُرّد أهلها في النكبة الفلسطينية عام 1948.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *